الاثنين، ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٨

جيفرسون في القطار

مذكرات جيفرسون

جيفرسون في القطار

في رحلة عودتي من لندن الى مدينة برايتون ركبت القطار
كان يوما شاقا جدا
الوقت كان منتصف الليل
كنت تعبا جدا جدا
كابينة القطار كانت شبه فارغة من الركاب
رجل هناك وضع رأسه على الشباك ونام
وآخر يقرأ الجريدة
واخرى تتكلم بهاتفها النقال بهدوووء
هدوء في الكابية سوى اصوات عجلات القطار

وبعد فترة

يتوقف القطار في احدى المحطات

تفتح الأبواب

يدخل رجل يبدو عليه الاهمال
وبصحبته 4 اطفال
اكبرهم بالثامنة من العمر
واصغرهم 3 سنوات

اغلقت الابواب

تحرك القطار

وجلس الرجل في احد المقاعد
واضعا يده على خده
وهو ينظر الى الخارج

الاطفال يقفزون من مقعد الى مقعد
يتشاجرون
اصواتهم مرتفعة
يتحركون في كل مكان

بدى الانزعاج على الركاب
يلتفتون الى الرجل لعله يحس بإنزعاجهم

والاب واضعا يده على خده وينظر الى الخارج

الاطفال مازالوا يقفزون
بل بدأوا يتلفظون بألفاظ غير لائقة
احد الأطفال تجرء ومزق الجريدة

والأب لا يحرك ساكنا
توقف هنا
وأعطني رأيك بهذا الرجل؟ الأب؟



فكرت؟
انتهيت؟
سجل رأيك في ورقه







قام جيفرسون وذهب الى الرجل
الرجل يبدوا عليه الاهمال كما قلنا
حديث اطفاله و تصرفاتهم تدل على البيئة التي تربوا فيها
تخيل جيفرسون ان الرجل سيضربه
تخيل جيفرسون ان الرجل رجل عصابات

اقترب جيفرسون
اكثر
واكثر

وصل الى الرجل
والرجل واضعا يده على خده وينظر الى الخارج

جيفرسون: سيدى سيدى
التفت الرجل
الرجل: نعم سيدى
جيفرسون: عفوا سيدى على ازعاجك ولكن اطفالك ازعجوا كل من في الكابينه
الرجل: حقا،،،، انا آسف جدا
الرجل: لست أدري ماذا أفعل

وبدأ الرجل بالبكاء
تجمع اطفاله حوله
احتضنوه
بابا لا تبكي
تجمع الركاب حوله
جيفرسون: ما يبكيك سيدى هل استطيع ان اساعدك؟
الرجل: للتو كنا في المستشفى
زوجتي كانت حبلى في شهرها التاسع
كانت ولادتها متعسره
حاول الاطباء كل جهدهم لانقاذها
توفت زوجتي وطفلي في احشائها
وتركتني وحيدا مع اطفالي الأربعة
كيف سأعتني بهم؟
هل اذهب الى عملي واتركهم ،،،
هل اتبرع بهم الى احدى دور الايتام،،،

التف الركاب حول الرجل
رفع احد الركاب الطفل الصغير وحضنه وقبله
الكل تأثر
عرض احد الركاب بعض الأموال على الرجل
راكب آخر عرض على الرجل ان يصطحب الاطفال في رحلة الى المدينة الترفيهية

اما جيفرسون وقف مندهشا من الموقف ويسجل ملاحظاته
قبل قليل اتهمت الرجل بلامبالات
قبل قليل تخيلته انه وحش كاس
قبل قليل تخيلت ان الرجل سيضربني انا والركاب

اما انت عزيزي القاريء
ماذا كان رأيك بالرجل؟
اقرأ ما كتبت
هل مازلت مصرا على رأيك؟

لا أعتقد؟

هل تعلمت شيء من القصة؟

انتظر تعليقاتكم
* مستوحاة من كتاب: The Seven Habits of Highly Effective People

مع تحيات جيفرسون
لعلي رسمت ابتسامة على شفاه الرجل وأطفاله الأربعة

ليست هناك تعليقات: